السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سماحة الشيخ ماحكم ما هو متداول بين الناس من الجرح والتعديل في العلماء الاحياء منهم والاموات وهل يصح ان يطلق عليه مثل هذه التسمية وهل علم الجرح والتعديل يختص بعلم الحديث فقط وان كان هذا لا يجوز ويعتبر من الغيبة فكيف نعرف اهل العلم من غيرهم وماهي سماتهم وان كان الغالب فيمن نرى انهم يتبعون الكتاب والسنة ومنهم من يدس السم في العسل فكيف نستطع التفريق بينهم دون السؤال عنهم ارجو من سماحة الشيخ ان يبين لنا في هذا الموضوع بيانا شافيا مفصلا . وفق الله سماحة الشيخ وزاده العلم والعمل الصالح.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الجرح والتعديل علم من علوم السنة، له قواعده وضوابطه، ولا يتكلم فيه كل أحد، ومن تكلم فيه وهو غير مؤهل له فهو متعد مغتاب لأهل العلم متكلم في أعراضهم، فهو على خطر عظيم، وقد قال العلماء: أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف على شفيرها المحدثون (أي المتكلمون في الجرح والتعديل) والحكام ـ أي القضاة المجرحون للشهود والمعدلون. وليس كل من أخطأ في مسألة أو تأويل يجرح ويشهر به ويدعى إلى هجره فذلك هو ديدن أهل العصبية والمبتدعة، والذين حملوا إلينا العلم الشرعي من عصر التابعين وأتباعهم والأئمة الأربعة وتلاميذهم ومن بعدهم في عصور الاجتهاد وما من أحد منهم في الغالب إلا وعنده مسائل أخطأ فيها بعضها من الفروع وبعضها في الأصول باجتهاد وتأويل ولو كان كل من أخطأ على هذا النحو يحذر منه ولا يؤخذ عنه العلم لما وجدنا أحد يسلم لنا.
بل الذي عليه المحققون من أئمة الحديث وأهل العلم أن صاحب البدعة يؤخذ عنه العلم وتقبل منه الرواية إن احتيج إليه إلا أن يكون داعية إلى بدعته، وفي رجال البخاري في صحيحه الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله ونتعبد الله به سبعون رجلا ممن رمي بالبدعة.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
شوهدت 10667 مرة