ما حكم الاجتماع للذكر في الأماكن العامة مثل المساجد والزوايا وغيرها، حيث يجتمع الناس لقراءة البردة وما يسمونه البغدادي ونحو ذلك؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
مذهب المالكية أن الاجتماع للذكر ورفع الصوت به في الأماكن العامة كالمساجد والزوايا مكروه ولو كانت الجماعة قليلة، وكذلك في الأماكن الخاصة كالبيوت إذا كثرت الجماعة، قال الشيخ خليل رحمه الله في المختصر: (وكُره جمع كثير أو بمكان مشتهر)، والأصل في ذلك قول الله تعالى: (ادع ربكم تضرعا وخفية)، وقوله تعالى لنبيه زكرياء عليه السلام: (إذ نادى ربه نداء خفيا)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا).
فأفضل الذكر الخفي باتفاق أهل العلم، وجوز بعض أهل العلم الجهر بالذكر جماعة إن لم يكن فيه تشويش على المصلين، وذلك لغير المحترفين الذي يأكلون به، وما كان فيه تشويش على المصلين أو رفع صوت فوق المعتاد كالصراخ والصعق فلا يجوز باتفاق أهل العلم.
والبردة على بعض أبياتها من أهل العلم اعتراض، وفي الأذكار الواردة في السنة ما يُغني عنها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، والله تعالى أعلم.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
شوهدت 10838 مرة