ستة أشهر مع قدوم عيد الفطر انقضت وغزة في محنتها

بسم الله الرحمن الرحيم
ستة أشهر مع قدوم عيد الفطر انقضت وغزة في محنتها
لقد مضى على العدوان على غزة ستة أشهر كاملة، نصف عام من الزمان في إبادة جماعية، قتل وخوف متصل وخطف للأرواح في رعب لايطاق، يعامل الصهاينة أهل غزة طول هذه المدة بوحشية فوق الوصف، حتى قال بعضهم لبعض: لا تعدوهم بشرا!
لم يتركوا شيخا فانيا، ولا طفلا رضيعا، ولا امرأة حاملا، ولا ملجأ إيواء، ولا قوافل إغاثة، ولا طواقم طبية، ولا مشستشفيات، ولا مرضى في غرف العناية.
القاذفات والسلاح المدمر أمريكي، والأيادي التي تبطش صهيونية، تقاسموا الإجرام مناصفة، والكلام دائما على الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، والكيان الصهيوني هو الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، مع عجز قاتل عن الغوث حتى بالماء للظمآن المحتضر من فقد الماء، فضلا عن الغوث بالطعام والدواء!
عجز من الجار والقريب، والأخ والشريك في المصير، فيا للعار ويا للهوان!
نداء بمناسبة العيد، المناسبة التي يفرح فيها الناس وأهل غزة يزدادون فيها حزنا على حزن، وغما على غم!
نداء إلى كل غيور في بلاد العرب والمسلمين، وبخاصة في البلاد المجاورة لفلسطين المحتلة، في الأردن ومصر ولبنان وسوريا وتركيا!
نداء إلى كل غيور على حرمات المسلمين ومقدساتهم!
لا تتركوا العدو ينفرد بإخوانكم في غزة وفلسطين، إنهم يسرفون في إبادتهم بكل الوسائل، ويستبيحون الديار والحرمات، جنود الصهاينة الآن يستبيحون كل شيء، حتى حرمات النساء في غرف النوم!
نداء إلى شباب المسلمين أن يغاروا على أمهات أهل غزة ونسائهم، فإن أمهاتِ أهل غزة أمهاتُكم، ونساءَ أهل غزة نساؤُكم، وحرماتِهم حرماتُكم، فذمة المسلمين واحدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرف ولا عدل).
وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يخاطب المسلمين، وفيهم العربي والفارسي والحبشي والرومي: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام)، وقال: (المسلم أخو المسلم، لايظلمه ولا يخذله)، وفي رواية: (ولا يسلمه).
فالمسلمون حرمة دمائهم واحدة، وذمتهم واحدة، والأنفس التي تزهق في غزة كل يوم بالعشرات، لفقد النصير، حرمتُها كحرمة الأنفس التي تحرس العدو على الحدود في مصر والأردن، لا فرق، سواء بسواء، وليست نفس أولى بالحفظ من نفس إذا قل النصير وتعين الجهاد باجتياح العدو بلاد المسلمين.
وهذه الحدود مصطنعة، وضعها العدو المحتل في وقت من الأوقات، وأعدها لمثل هذا اليوم الكريه، ليوهمنا ويجعلنا دولا وأوطانا وأمما كما أراد هو، لا أمة واحدة كما سمانا القران في قوله: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)، وقوله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).
أما الجبهات المفتوحة على العدو خارج فلسطين فجهودهم مقدرة، والمؤمل منهم مضاعفة جهودهم في الاشتباك مع العدو حتى يثخنوه ويضعفوه، ليجد نفسه مضطرا إلى التفاوض الجاد لوقف إطلاق النار ورفع الحصار، عونا لإخوانهم وتخفيفا من معاناتهم.
وأقول في هذا الشأن، كلما ازداد الضغط على العدو في الجبهات المفتوحة عليه، وازداد الضغطُ من العلماء على حكام المسلمين المستسلمين للعدو، وازداد الضغط على رعاياهم بتحميل ما يجري من الإبادة الجماعية في غزة على تفريطهم جميعا وخِذلانهم، وإلزامهم بما يجب عليهم من النصرة، كلما فعلوا ذلك راجع العدو وحلفاؤه حساباتهم، ووضعوا حدا لاستهتارهم بأرواح الأبرياء في بلادنا.
وعلى المسلمين عامة في أقطار الأرض ألا يتوقفوا عن دعم قضيتهم بالأموال الوفيرة الكثيرة المستمرة، فإن المال عصب الجهاد، وألا يتوقفوا عن مقاطعة كل المنتجات التي تدعم العدو، فذلك كله جهاد في سبيل الله ونيل من العدو، قال الله تعالى: (ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح)
(عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
4 شوال 1445 هجري
الموافق 13 أبريل 2024

التبويبات الأساسية